🔔 هام : وزاريات ثالث متوسط على التليجرام 2025 اضغط هنا
...
حل أسئلة تاريخ العراق الحديث والمعاصر للصف الثالث المتوسط

تاريخ العراق الحديث والمعاصر - أسئلة وأجوبة مهمة

مراجعة مركزة لأهم الأحداث والشخصيات والمفاهيم في تاريخ العراق الحديث والمعاصر، مع التركيز على فترة الانتداب وما بعدها.

س ١: عرّف ما يأتي:

  • ١معركة الشعيبة: وهي المعركة التي اندلعت فجر يوم 12 نيسان بين القوات العثمانية والبريطانية في منطقة الشعيبة ذات الموقع الاستراتيجي المهم بالقرب من البصرة، وانتهت بانتصار القوات البريطانية وانسحاب القوات العثمانية.
  • ٢محمد سعيد الحبوبي: هو عالم دين وشاعر عراقي بارز من النجف الأشرف، كان من أشد المعارضين للاحتلال البريطاني وقاد المتطوعين العراقيين لمقاتلة القوات البريطانية، ويعتبر رمزاً وطنياً مهماً.
  • ٣الجنرال مود: هو قائد القوات البريطانية الذي نجح في احتلال بغداد في 11 آذار/مارس 1917م، وأصدر بيانه الشهير "جئنا محررين لا فاتحين".
  • ٤الانتداب: هو نظام استعماري أقرته عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى، يهدف لوضع الشعوب التي انفصلت عن الدولة العثمانية تحت إشراف دولة كبرى (مثل بريطانيا أو فرنسا) لتقديم الإرشاد والمساعدة حتى تصبح قادرة على حكم نفسها بنفسها، واعتبرته الحركة الوطنية العراقية شكلاً مقنعاً للاستعمار.
  • ٥مؤتمر سان ريمو: هو مؤتمر عقدته الدول الحلفاء المنتصرة في الحرب العالمية الأولى في مدينة سان ريمو الإيطالية في 24 نيسان/أبريل 1920م، وتم فيه الاتفاق على توزيع الانتدابات على الأقاليم العربية التي كانت خاضعة للدولة العثمانية، حيث وُضع العراق وفلسطين تحت الانتداب البريطاني.
  • ٦معركة الرارنجية: هي إحدى المعارك المهمة خلال ثورة العشرين، وقعت بين الثوار العراقيين والقوات البريطانية في منطقة الرارنجية (بين الحلة والكفل)، وحقق فيها الثوار نصراً كبيراً وكبدوا البريطانيين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
  • ٧مؤتمر القاهرة: هو مؤتمر عقدته بريطانيا في القاهرة في آذار/مارس 1921م برئاسة ونستون تشرشل (وزير المستعمرات آنذاك)، وتم فيه التباحث حول مستقبل بريطانيا ووجودها في الشرق الأوسط، واتُخذ فيه قرار ترشيح الأمير فيصل بن الحسين ملكاً على عرش العراق.
  • ٨3 تشرين الأول / 1932م: هو اليوم التاريخي الذي تم فيه قبول العراق عضواً في عصبة الأمم والاعتراف به كدولة مستقلة ذات سيادة، وأصبح عيداً وطنياً يحتفل به العراقيون سنوياً (لاحقاً تم تغيير العيد الوطني).
  • ٩عبد الإله: هو الأمير عبد الإله بن علي الهاشمي، خال الملك فيصل الثاني وابن عم الملك غازي. أصبح وصياً على عرش العراق بعد مقتل الملك غازي عام 1939 لصغر سن الملك فيصل الثاني، ولعب دوراً سياسياً بارزاً في تلك الفترة.
  • ١٠القانون الأساسي العراقي: هو أول دستور دائم للعراق في العهد الملكي، صدر في 21 آذار/مارس 1925م. وضع الأسس الدستورية للدولة العراقية ونظام الحكم الملكي الدستوري النيابي، وجاء نتيجة لمطالب الحركة الوطنية وبعد مداولات المجلس التأسيسي العراقي.
  • ١١الملك غازي: هو الملك الثاني في العراق (1933-1939)، تولى العرش بعد وفاة والده الملك فيصل الأول. ولد في مكة عام 1912م وعُرف بميوله الوطنية ومعاداته للنفوذ البريطاني. توفي في حادث سيارة غامض عام 1939.
  • ١٢رشيد عالي الكيلاني: هو سياسي عراقي بارز، شغل منصب رئيس الوزراء عدة مرات. قاد حكومة الدفاع الوطني عام 1941 التي دخلت في مواجهة عسكرية مع بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، فيما يعرف بحركة مايو 1941 أو ثورة رشيد عالي الكيلاني.
  • ١٣جمعية حرس الاستقلال: هي جمعية وطنية سرية تأسست في بغداد أواخر عام 1919م، ضمت شخصيات وطنية بارزة، وكان هدفها الرئيسي تحقيق الاستقلال التام للعراق والتخلص من الاحتلال البريطاني، ولعبت دوراً في الإعداد لثورة العشرين.
  • ١٤حكومة الدفاع الوطني: هي الحكومة التي تشكلت في العراق في نيسان/أبريل 1941م برئاسة رشيد عالي الكيلاني وبدعم من قادة الجيش (العقداء الأربعة) بعد مغادرة الوصي عبد الإله. أكدت في برنامجها على إبعاد العراق عن ويلات الحرب العالمية الثانية والحفاظ على استقلاله وعلاقاته مع الدول العربية.
  • ١٥العقداء الأربعة: هم قادة بارزون في الجيش العراقي (صلاح الدين الصباغ، فهمي سعيد، محمود سلمان، كامل شبيب) كان لهم نفوذ كبير في السياسة العراقية أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات. عارضوا سياسات نوري السعيد الموالية لبريطانيا ودعموا حكومة رشيد عالي الكيلاني عام 1941، وتم إعدامهم بعد فشل الحركة.
  • ١٦فيصل الثاني: هو الملك الثالث والأخير للعراق (1939-1958). تولى العرش طفلاً بعد وفاة والده الملك غازي، وكان تحت وصاية خاله الأمير عبد الإله حتى بلغ السن القانونية. انتهى حكمه وعهد الملكية في العراق بثورة 14 تموز 1958.

س ٢: عدد بنقاط:

١) ثورة العشرين في العراق، ثورة الشعب العراقي من جنوبه إلى شماله، اذكر الأسباب الداخلية والخارجية لاندلاعها.

الأسباب الداخلية:

  1. ١تدهور الاقتصاد العراقي: سوء الأوضاع الاقتصادية وتضرر الزراعة والصناعة والتجارة نتيجة الحرب العالمية الأولى وسياسات الاحتلال.
  2. ٢الضرائب الباهظة: فرض قوات الاحتلال البريطاني ضرائب مرهقة على العراقيين، وخاصة الفلاحين وسكان المدن، مع محاباة بعض الشيوخ الموالين.
  3. ٣سوء الإدارة البريطانية: اتباع سياسة الشدة والضغط على السكان، أعمال السخرة، استغلال الموارد، وإدارة مركزية عسكرية لا تتناسب مع طبيعة المجتمع العراقي.
  4. ٤الأساليب الإدارية الحديثة السيئة: فرض نظم إدارية وقوانين لا تتلائم مع الواقع العراقي، وشعور العراقيين بالتمييز في الوظائف والمعاملة.
  5. ٥اتضاح معالم السياسة البريطانية: خيبة أمل العراقيين بعد وضوح نوايا بريطانيا في فرض الانتداب وتحويل الوعود بالتحرير إلى واقع احتلال وسيطرة.
  6. ٦دور رجال الدين والجمعيات الوطنية: الدور الكبير لعلماء الدين في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء في تعبئة الجماهير، ونشاط الجمعيات السرية (مثل حرس الاستقلال والعهد العراقي) في نشر الوعي الوطني والمطالبة بالاستقلال.
  7. ٧سياسة الاعتقالات والنفي: قيام سلطات الاحتلال باعتقال ونفي الشخصيات الوطنية العراقية مما زاد من السخط الشعبي.

الأسباب الخارجية:

  1. ١تأثير الثورة العربية الكبرى (1916): على الرغم من خيبة الأمل اللاحقة، إلا أن الثورة أشعلت الشعور القومي العربي وكشفت زيف الوعود البريطانية.
  2. ٢تأثير الثورة المصرية (1919): ألهبت المشاعر الوطنية في العراق وأعطت مثالاً على أن الثورة هي السبيل لنيل الاستقلال.
  3. ٣قيام الحكومة العربية في سوريا: تأسيس دولة عربية مستقلة في دمشق برئاسة الأمير فيصل بن الحسين (ولو لفترة قصيرة) عام 1920، مما شجع العراقيين على المطالبة بحكم مماثل.
  4. ٤الوعود الدولية ونقضها: الوعود التي أطلقها الحلفاء خلال الحرب بمنح الشعوب حق تقرير المصير (مثل مبادئ ولسون)، وبيان الجنرال مود عند احتلال بغداد، والتي تبين أنها لم تكن سوى دعاية لكسب ود الشعوب.
٢) كان على بريطانيا احتلال مدن العمارة والناصرية لتعزيز انتصاراتها السابقة (بعد احتلال البصرة والقرنة)، عدد أسباب ذلك.

الأسباب:

  1. ١السيطرة التامة على رأس الخليج العربي: تأمين السيطرة الكاملة على الممر المائي الاستراتيجي ومنع أي وصول عثماني إليه.
  2. ٢إبعاد القوات العثمانية: منع القوات العثمانية من الوصول إلى شط العرب والمناطق الجنوبية الهامة.
  3. ٣عدم إعطاء فرصة للعثمانيين: الحيلولة دون تمكن القادة العسكريين العثمانيين من إعادة تنظيم قواتهم وتعزيزها في المنطقة.
  4. ٤استعادة هيبة بريطانيا: تأكيد قوة بريطانيا كدولة عظمى بعد أي تردد أو صعوبات أولية.
  5. ٥حماية المصالح الاقتصادية: المحافظة على مصالحها النفطية وحماية مصافي وآبار النفط التابعة لشركة النفط الأنجلو-فارسية في إيران والمناطق المجاورة.
٣) عدد أبرز مميزات ونتائج ثورة العشرين في العراق.

المميزات:

  1. ١الوحدة الوطنية: أثبتت الثورة أنها ثورة وطنية شملت معظم أنحاء العراق ووحدت كلمة العراقيين من مختلف الطوائف والمناطق ضد المحتل.
  2. ٢النضج السياسي: كشفت عن وعي سياسي ونضج وطني لدى العراقيين من خلال بيانات الثورة ومراسلاتها وتنظيماتها الإدارية في المناطق المحررة.
  3. ٣أهمية العمل السياسي: لم يغفل قادة الثورة أهمية الجانب السياسي والدبلوماسي قبل وأثناء الثورة، عبر تقديم المذكرات والمطالب لتوضيح أهداف الثورة.

النتائج:

  1. ٤تغيير السياسة البريطانية: على الرغم من انتصار بريطانيا عسكرياً، إلا أن الثورة أجبرتها على تغيير سياستها والبحث عن وسيلة أخرى للحكم غير المباشر، مما أدى إلى تأسيس الحكم الملكي.
  2. ٥تأسيس الدولة العراقية الحديثة: تعتبر الثورة من أهم الأسباب التي أدت إلى تأسيس الدولة العراقية الحديثة وتشكيل الحكومة العراقية المؤقتة ثم تتويج الملك فيصل الأول.
  3. ٦تأكيد أهمية التلاحم الوطني: أثبتت الثورة أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات، وألهمت الأجيال اللاحقة.
  4. ٧إضعاف مركز بريطانيا: كبدت الثورة بريطانيا خسائر بشرية ومادية كبيرة وأضعفت من هيبتها ومركزها الدولي، وأثبتت أن حكم العراق بالقوة المباشرة مكلف وغير ممكن.
٤) عدد الأسباب التي أدت إلى تشكيل حكومة الدفاع الوطني عام 1941.

الأسباب:

  1. ١هروب الوصي عبد الإله: مغادرة الوصي بغداد إلى البصرة تحت الحماية البريطانية بسبب تصاعد الخلاف مع قادة الجيش ورشيد عالي الكيلاني حول السياسة الخارجية والارتباط ببريطانيا خلال الحرب.
  2. ٢سيطرة الجيش على الأوضاع: قيام قادة الجيش (العقداء الأربعة) بالسيطرة على الأوضاع في بغداد وإعلان حالة الطوارئ للحفاظ على الأمن والنظام بعد فراغ السلطة التنفيذية.
  3. ٣محاولة تجنب الفوضى: رغبة القادة السياسيين والعسكريين في ملء الفراغ الدستوري وتشكيل حكومة لإدارة شؤون البلاد ومنع الانزلاق نحو الفوضى أو تدخل بريطاني مباشر أوسع.
  4. ٤إصدار بيان الجيش: إصدار قادة الجيش بياناً اتهموا فيه الوصي بالعمل ضد مصلحة الشعب ومحاولة إحداث انقسام في صفوف الأمة، مبررين بذلك تحركهم.
٥) كان أمام الملك فيصل الأول بعد توليه عرش العراق مهمات عدة، عددها.

المهمات الرئيسية:

  1. ١إنهاء الانتداب البريطاني على العراق، وتخليصه من السيطرة الأجنبية البريطانية، وإقامة حكم وطني من أبنائه وبشكل تدريجي.
  2. ٢الحفاظ على ولاية الموصل جزءاً لا يتجزأ من العراق، والوقوف بوجه الخطر التركي المطالب بها آنذاك.
  3. ٣تشكيل حكومة وطنية دستورية، فضلاً عن العمل على تطوير البلاد من النواحي الاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية، والعمل على توطيد الوحدة الوطنية بين أبناء البلاد كافة.

س ٣: ناقش العبارات الآتية:

١) كان لبريطانيا مصالح مهمة في العراق.

المناقشة:

نعم، كانت لبريطانيا مصالح استراتيجية واقتصادية كبيرة في العراق دفعتها لاحتلاله وفرض الانتداب عليه. استراتيجياً، كان العراق يقع على الطريق البري والنهري المؤدي إلى الهند ("درة التاج البريطاني")، ويمثل حلقة وصل مهمة في إمبراطوريتها. كما أن السيطرة عليه تمنع وصول قوى أوروبية منافسة (مثل ألمانيا وروسيا) إلى الخليج العربي. اقتصادياً، بدأ اكتشاف النفط بكميات تجارية في المنطقة المجاورة (إيران)، وكانت هناك مؤشرات قوية على وجود النفط في العراق (وهو ما ثبت لاحقاً)، مما جعله هدفاً اقتصادياً ثميناً لتزويد الأسطول والصناعة البريطانية بالطاقة. بالإضافة إلى ذلك، اعتبر العراق مصدراً للمواد الخام وسوقاً للمنتجات البريطانية. هذه المصالح المتعددة تفسر الإصرار البريطاني على السيطرة على العراق بمختلف الوسائل، من الاحتلال العسكري إلى الانتداب والمعاهدات غير المتكافئة.

٢) تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة من النتائج المهمة لثورة العشرين عام 1920م.

المناقشة:

صحيح، يعتبر تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة برئاسة عبد الرحمن النقيب في تشرين الأول 1920 أحد أبرز وأهم نتائج ثورة العشرين. فالثورة، رغم قمعها عسكرياً، أثبتت لبريطانيا استحالة حكم العراق بشكل مباشر وكلفتها الباهظة. لذلك، اضطرت لندن إلى تغيير سياستها، فاستدعت السير بيرسي كوكس (المندوب السامي) وأوعزت إليه بتشكيل حكومة وطنية عراقية تكون واجهة للحكم وتدير الشؤون الداخلية تحت الإشراف البريطاني. جاء تشكيل هذه الحكومة استجابة لمطالب الثوار والحركة الوطنية بإنهاء الحكم العسكري المباشر وإقامة حكم وطني، وإن كانت صلاحياتها محدودة في البداية، إلا أنها كانت خطوة أولى أساسية نحو تأسيس الدولة العراقية الحديثة وبناء مؤسساتها، ومهدت الطريق لاحقاً لإجراء انتخابات المجلس التأسيسي واختيار ملك للعراق.

٣) بعد إعلان الانتداب البريطاني على العراق أيقن رجال الحركة الوطنية ضرورة حشد الجهود والمواقف لمواجهة هذا النوع الجديد من الاستعمار ونيل الحرية والاستقلال بالقوة.

المناقشة:

بالتأكيد. كان قرار فرض الانتداب البريطاني على العراق في مؤتمر سان ريمو (نيسان 1920) بمثابة صدمة كبيرة وخيبة أمل عميقة لرجال الحركة الوطنية العراقية والشعب العراقي. فبعد الوعود بالتحرير والاستقلال التي أطلقتها بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى، جاء الانتداب ليؤكد أن بريطانيا تسعى لترسيخ سيطرتها واستعمارها للعراق تحت غطاء دولي. هذا القرار كشف زيف الوعود البريطانية وأوضح للعراقيين أن الاستقلال لن يُمنح بل يجب أن يُنتزع. لذلك، أدرك قادة الحركة الوطنية، الذين كانوا قد بدأوا بالفعل تحركاتهم السياسية والشعبية (مثل تقديم المذكرات وعقد الاجتماعات والمظاهرات)، أن السبل السلمية وحدها قد لا تكون كافية وأن مواجهة المحتل بالقوة أصبحت ضرورة حتمية لنيل الحرية والاستقلال. وقد تجلى هذا الإيقان في تصاعد وتيرة التحركات الشعبية والتحضيرات التي سبقت اندلاع ثورة العشرين في حزيران 1920، والتي كانت رداً مباشراً على فرض الانتداب وتجاهل مطالب العراقيين.

٤) دعمت بريطانيا ترشيح الأمير فيصل بن الحسين لتولي عرش العراق.

المناقشة:

نعم، لعبت بريطانيا دوراً محورياً في ترشيح ودعم وصول الأمير فيصل بن الحسين إلى عرش العراق عام 1921. جاء هذا الدعم لعدة أسباب تصب في مصلحة بريطانيا:

  1. شخصية مقبولة: كان الأمير فيصل شخصية عربية معروفة وقائداً للثورة العربية الكبرى، مما يمنحه شرعية وقبولاً لدى قطاعات من العراقيين والعرب بشكل عام، وهو ما لم يكن متوفراً لمرشحين محليين قد يثيرون انقسامات.
  2. علاقته ببريطانيا: على الرغم من طموحاته الوطنية، كان لفيصل تاريخ من التعامل والتحالف مع بريطانيا خلال الثورة العربية، واعتبرته لندن شخصية يمكن التعامل معها وضمان مصالح بريطانيا من خلاله، خاصة بعد طرده من سوريا على يد الفرنسيين.
  3. الحاجة لحليف: أدركت بريطانيا بعد ثورة العشرين صعوبة الحكم المباشر، وكانت بحاجة إلى حاكم محلي قوي يستطيع إدارة البلاد داخلياً ويكون في نفس الوقت حليفاً لها وموقعاً على المعاهدات التي تضمن مصالحها (وهو ما حدث لاحقاً مع معاهدة 1922).
  4. توصية مؤتمر القاهرة: تم اتخاذ القرار النهائي بدعم ترشيح فيصل في مؤتمر القاهرة (آذار 1921) الذي نظمته بريطانيا لمناقشة مستقبل المنطقة.
بالتالي، لم يكن دعم بريطانيا لفيصل نابعاً من رغبة خالصة في تحقيق طموحات العراقيين، بل كان خياراً سياسياً يخدم أهدافها في السيطرة غير المباشرة على العراق بأقل تكلفة ممكنة.

٥) كان أمام الملك فيصل الأول بعد توليه عرش العراق مهمات عدة، عددها.

المهمات الرئيسية:

  • ١إنهاء الانتداب البريطاني على العراق، وتخليصه من السيطرة الأجنبية البريطانية، وإقامة حكم وطني من أبنائه وبشكل تدريجي.
  • ٢الحفاظ على ولاية الموصل جزءاً لا يتجزأ من العراق، والوقوف بوجه الخطر التركي المطالب بها آنذاك.
  • ٣تشكيل حكومة وطنية دستورية، فضلاً عن العمل على تطوير البلاد من النواحي الاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية، والعمل على توطيد الوحدة الوطنية بين أبناء البلاد كافة.
  • ٦) كانت طبيعة العلاقات بين الحكومتين العراقية والبريطانية صعبة ومعقدة، عند عقد المعاهدة العراقية - البريطانية الأولى لعام 1922 م.

    المناقشة:

    كانت العلاقات بالفعل صعبة ومعقدة جداً خلال مفاوضات وإبرام معاهدة 1922. هذا التعقيد نبع من تضارب الأهداف والمواقف بين الطرفين:

    • الموقف العراقي: الحكومة العراقية، وعلى رأسها الملك فيصل الأول، وبضغط من الحركة الوطنية القوية، كانت تطالب بإنهاء الانتداب وتحقيق الاستقلال التام والسيادة الكاملة. كانوا يرون في الانتداب استمراراً للاحتلال ويرفضون أي معاهدة ترسخه أو تمنح بريطانيا امتيازات واسعة على حساب السيادة العراقية.
    • الموقف البريطاني: بريطانيا، من جانبها، كانت تسعى للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية والعسكرية في العراق التي ضمنها لها صك الانتداب. أرادت معاهدة تضفي شرعية على وجودها ونفوذها وتلزم العراق بتقديم تسهيلات عسكرية واقتصادية وقبول المستشارين البريطانيين في مفاصل الدولة، مع منح العراق استقلالاً شكلياً محدوداً.
    هذا التباين الجوهري أدى إلى مفاوضات طويلة وشاقة، شهدت ضغوطاً بريطانية كبيرة على الملك فيصل والحكومة العراقية، ومقاومة ومعارضة شديدة من قبل الحركة الوطنية والشعب العراقي. وحتى بعد توقيع المعاهدة، بقيت بنودها مصدراً للتوتر والخلاف المستمر، واعتبرتها القوى الوطنية مقيدة للسيادة العراقية، مما أدى إلى المطالبة المستمرة بتعديلها أو إلغائها حتى تم استبدالها بمعاهدة 1930 التي مهدت لدخول العراق عصبة الأمم.

    ٧) كان لبريطانيا دور في تدبير حادث وفاة الملك غازي.

    المناقشة:

    تعتبر قضية وفاة الملك غازي في حادث سيارة عام 1939 من القضايا الجدلية في تاريخ العراق الحديث، وتحوم حولها شكوك قوية بوجود دور بريطاني في تدبير الحادث. تستند هذه الشكوك إلى عدة عوامل:

    • مواقف الملك غازي: كان الملك غازي معروفاً بميوله الوطنية ومعاداته الصريحة للنفوذ البريطاني في العراق. استخدم إذاعته الخاصة (قصر الزهور) لبث خطابات حماسية مناهضة لبريطانيا وتدعم الحركات الوطنية في الدول العربية الأخرى (مثل فلسطين وسوريا)، وطالب بضم الكويت للعراق.
    • إزعاج بريطانيا: هذه المواقف أثارت غضب واستياء بريطانيا التي كانت تعتبره عقبة أمام سياساتها ومصالحها في العراق والمنطقة، وخصماً يجب التخلص منه. وقد عبر السفير البريطاني آنذاك (السير باسيل نيوتن، وليس بيترس كما قد يذكر أحياناً بشكل خاطئ) عن هذا الانزعاج في تقاريره.
    • ظروف الحادث الغامضة: الرواية الرسمية للحادث (اصطدام سيارة الملك بعمود كهرباء) لم تكن مقنعة للكثيرين، وظهرت روايات وشائعات تتحدث عن وجود مؤامرة وتصفية متعمدة للملك.
    • المستفيد من الوفاة: وفاة الملك غازي أدت إلى تولي الأمير عبد الإله (المعروف بعلاقاته الوثيقة وولائه لبريطانيا) منصب الوصي على العرش، مما أعاد النفوذ البريطاني بقوة إلى قصر الحكم في العراق.
    على الرغم من عدم وجود دليل مادي قاطع يثبت تورط بريطانيا المباشر، إلا أن مجموع هذه العوامل والشكوك القوية لدى قطاعات واسعة من العراقيين آنذاك وحتى اليوم، تجعل فرضية الدور البريطاني في تدبير الحادث أمراً وارداً ومنطقياً في سياق الصراع على النفوذ والسيادة في تلك الفترة.

    ٨) العراق عضو ومؤسس في هيئة الأمم المتحدة عام 1945 م.

    المناقشة:

    نعم، العراق يُعتبر من الدول المؤسسة لمنظمة الأمم المتحدة. فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، دعت الدول الكبرى المنتصرة (بشكل خاص الولايات المتحدة) إلى مؤتمر في سان فرانسيسكو عام 1945 لوضع ميثاق منظمة دولية جديدة لتحل محل عصبة الأمم وتحافظ على السلم والأمن الدوليين. وُجهت الدعوة إلى الدول التي أعلنت الحرب على دول المحور ووقفت إلى جانب الحلفاء. وكان العراق قد أعلن الحرب على دول المحور في كانون الثاني 1943 (خلال حكومة نوري السعيد)، وبالتالي كان مؤهلاً للمشاركة. شارك وفد عراقي برئاسة وزير الخارجية أرشد العمري في مؤتمر سان فرانسيسكو، ولعب دوراً في مناقشة وصياغة بنود الميثاق. وفي 24 تشرين الأول 1945، وهو اليوم الذي دخل فيه الميثاق حيز التنفيذ بعد تصديق العدد المطلوب من الدول عليه (بما فيها العراق)، أصبح العراق رسمياً عضواً مؤسساً في هيئة الأمم المتحدة. وتعكس هذه المشاركة والتأسيس مكانة العراق الدولية كدولة مستقلة ذات سيادة في ذلك الوقت، ورغبته في الانخراط في النظام الدولي الجديد الذي تشكل بعد الحرب.

    ...
    ...